السؤال رقم (4039) : أعطي أخي من الصدقة وأكفر كفارة يمين، والدعاء على النفس.
نص الفتوى: فضيلة الشيخ.. عبد الله بن محمد الطيار.. حفظه الله.
س: أنا من الذين يكتسبون المال، وأخي هداه الله كثير التلفظ عليّ بألفاظ سيئة، فحلفت ودعيت على نفسي بالأمراض في لحظة غضب بعدم إعطاءه أي مبلغ إذا احتاج، والآن عندي مبلغ من الصدقة وهو في أمس الحاجة، فهل أعطيه إياه؟ وماذا على الحلف، والدعاء على نفسي؟
الرد على الفتوى
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلمي يا أختي الكريمة أن المسلم مبتلى دائماً وقد أمره الله بالصبر، فإذا أصابكِ شيء من بلاء الدنيا فاصبري واعلمي أن الصبر نصف الإيمان، ولا إيمان لمن لا صبر له، فالله تعالى يقول: [وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ](البقرة:155ـ157).
ووصيتي لكِ ألا تدعي على نفسك فرب دعوة منكِ توافق وقت إجابة الدعاء فتصيبك ثم تتحسرين على ذلك.
وحيث أنكِ حلفتِ على عدم إعطاء أخيكِ شيئاً من مالكِ، والآن تريدين أن تعطيه فلا حرج عليكِ في ذلك ولكن عليكِ كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم أو تحرير رقبة وهذه الثلاثة على التخيير، فإن لم تستطيعي فعليكِ بصيام ثلاثة أيام لقول الله تعالى:[لا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] (المائدة:89).
ووصيتي لكِ بعد الاستعجال في الحلف أو الدعاء على النفس، وعليكِ بالأناة في الأمور كلها ففيها الخير لكِ في العاجل والآجل.