السؤال رقم (3977) : المدير لا يعاقب من يتأخر عن العمل ويستعمل سيارة العمل لشخصه

نص السؤال: مديري في العمل يستفسر عن بعض الأشياء سأحاول سردها بإيجاز:
باعتباره مديراً لنا فهو المسؤول الأول والأخير عن الحضور والغياب، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة في محل علمنا……..
ثانياً: هناك بعض الأشياء والتي هي ملك عام لجهة العمل قد يضطر أحيانا لاستعمالها شخصياً فمثلاً توجد سيارة خاصة…… أرجو الإجابة عن هذين السؤالين…..؟

الرد على الفتوى

الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فاعلم أخي الكريم أن الله تعالى يقول في كتابه:[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا](النساء:58)، وقال تعالى:[وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ](المؤمنون:8)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:[ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته](متفق عليه)، ومعلوم أن نظام العمل وضع مواعيد لحضور وانصراف العمال وعلى ذلك فلا يجوز للمدير وغيره من المسؤولين التستر على من يتأخر عن العمل، فهذا من التعاون على الإثم الذي نهى الله عنه بقوله:[وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ](المائدة:2)، بل عليه بمعاقبة من يتأخر عن العمل إلا من عذر يستوجب عدم ذلك.
وأما استعماله لسيارة العمل خارج الدوام لمصلحته الشخصية فهذا أيضاً لا يجوز لأنها ليست ملكه، بل هي ملك للشركة التي يعمل بها، وهي التي تتحمل تبعات السيارة من مصروفات تترتب عليها، فعلى هذا الشخص أن يتقي الله تعالى في عمله وليعلم أنه موقوف بين يدي الله وسيسأله عن كل صغيرة وكبيرة، قال تعالى:[وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ] (الصافات:24)، وعليه بالتوبة الصادقة مع الله والإكثار من العمل الصالح، وليحرص على أداء الأمانة التي تحملها فهذا يعود عليه بالخير في الدنيا والآخرة. أعانك الله على كل خير، ويسر لك أمرك، وفرج همك وأذهب غمك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.