السؤال رقم (3890) : كيف طلب إبليس أن يُنظر حتى يوم البعث و لم يكن سيدنا آدم قد طرد بعد من الجنة؟

السؤال:
كيف طلب إبليس أن يُنظر حتى يوم البعث و لم يكن سيدنا آدم قد طرد بعد من الجنة؟ كيف علم مسبقاً بوجود يوم للبعث؟

الرد على الفتوى

الجواب:

لقد فصل الله _تعالى_ في آياته الكريمة من أول سورة البقرة ما حدث من ناحية بداية خلق آدم _عليه السلام_ وأنه خلقه لحكمة بالغة، ثم بيَّن سبحانه ما حصل من الحوار بينه وبين ملائكته في هذا الأمر، وبيَّن لهم أنه أعلم منهم بما لا يعلمون.
وعندما أتم الله _تعالى_ خلق آدم _عليه السلام_ أمر الله ملائكته بالسجود له ومعهم أبليس، فاستجابوا لأمر الله ما عدا إبليس (أبى واستكبر وكان من الكافرين) فعند ذلك أسكن الله آدم وزوجته حواء الجنة، وأمرهما ألا يأكلا من الشجرة التي عيَّنها لهم، وأراد الله _تعالى_ امتحانهم وابتلاءهم، ولم يخرج سبحانه إبليس مباشرةً من الجنة لمعصيته في أمر السجود، وإلا فلو أنه خرج من الجنة وظل آدم وحواء فيها ما تم امتحانهم وابتلاؤهم، فأراد الله ذلك لحكمةٍ بالغة، وعندما رأى إبليس ما فيه آدم وحواء من النعيم، والتمتع بخيرات الجنة _ حسدهما، وأراد أن يخرجهما منها بفعل ما نُهيا عنه من الأكل من الشجرة، فأكلا منها.
وعند ذلك، تمت الحكمة من وجوده، فخاطب الله آدم وحواء، وعاتبهما على هذه المعصية، وأمرهما بالخروج من الجنة، والهبوط إلى الأرض، فعند ذلك شعر آدم وحواء بهذا الذنب العظيم، فقالا: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف: 23]، فقبل توبتهما، ولكن أمرهما بالهبوط إلى الأرض، ومعهما إبليس بقوله: (ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين) [الأعراف: 24].
فعلم حينئذٍ إبليس أن الله أهبطهم لوقتٍ معلوم، وسوف يجعل آدم خليفةً في الأرض، وسيجعل من ذريته من يعبد الله _سبحانه_ فأراد أيضاً أن يغوي ذريته كما أغواه من قبل، فطلب من الله _تعالى_ أن ينظره إلى يوم الوقت المعلوم، فأنظره الله تعالى، والآيات الكريمة الآتية تدل على ذلك، قال تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة..) إلى قوله: (..أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) [البقرة: 30_39].
وفقنا الله وإياك للعمل النافع، والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.