السؤال رقم (3688) : حكم إنشاء و تبادل الإيميلات ـ الرسائل الالكترونية ـ ؟

نص الفتوى:
* ما حكم إنشاء وتبادل الإيميلات ـ الرسائل الالكترونية ـ التي بها صور نساء سواء من المشهورات أو غير مشهورات وكتابة تعليقات سخرية واستهزاء بملامح وجوههن وأجسادهن وطريقة لباسهن وزينتهن؟
* ما حكم وضع ونشر نكت (طرائف) تحقر أجناس معينة و وتتهمهم بصفات سيئة كالكسل أو البخل أو السرقة أو السذاجة؟
* هل استخدام لفظ (محشش ، محششين) في وضع النكت ونشرها يعتبر من باب الغيبة المحرمة وغالبا ما تكون هذه النكت من باب الاستهزاء والسخرية؟
*ما حكم الإيميلات ـ الرسائل الالكترونية ـ التي تسب وتشتم شخصيات مسئولة في المجتمع بحكم أنهم لم يؤدو دورهم المنوط بهم؟
*ما حدود وشروط الإسلام في نشر الرسائل الالكترونية؟ وجزاكم الله خير الجزاء .. ملاحظة (أرجو أن تكون إجابة الأسئلة وافية ومدعمة بالأدلة وسهلة الفهم لخاصة الناس وعامتهم لأني سأنشرها في المنتديات والعناوين المضافة لدي) وفقكم المولى.

الرد على الفتوى

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإليكِ إجابة الأسئلة:
ج1: هذا العمل لا يجوز لعدة أمور منها:
* أن فيه تعاوناً على الإثم والعدوان المنهي عنه في قوله [وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ](المائدة الآية 2).
* وكونه يجر إلى نشر الفاحشة في صفوف المؤمنين، وقد قال الله تعالى فيمن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا: [إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ](النور: الآية 19).
* ولكونه أيضاً يجر إلى الوقوع في الغيبة والسخرية والاستهزاء المنهي عنه في قوله [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ](الحجرات الآية12)، وقوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ](الحجرات: الآية11).
* ولكونه أيضاً يجر إلى الوقوع في الكذب المحرم المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم (وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ، لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ ثم وَيْلٌ لَهُ)(رواه أبو داود وغيره بإسناد جيد).
* ولكونه أيضاً يجر إلى التنابز بالألقاب المنهي عنه في قوله [وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ]، فكل ما سبق لا بد أن ينزه المسلم نفسه عنه ويتجنب الوقوع فيه لأنه من كبائر الذنوب وسوف يكون القصاص يوم القيامة بالحسنات والسيئات بين يدي حكم عدل [الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ](غافر: الآية 17)، وأيضاً رب كلمة يقولها شخص وهو لا يعي معناها ومحتواها فتكون سبباً في دخوله النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)(رواه البخاري).
وأما نشر الرسائل الالكترونية فلا حرج فيها إذا كانت تدعو إلى الخير وتذكر الناس به، أما إذا كانت تحتوي على ما سبق فلا يجوز نشرها، ومن قام بنشر تلك الرسائل التي تحتوي على تلك المحرمات فهو آثم وإثمه عظيم، وسوف يتحمل تبعاتها وتبعات من عمل بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ)(رواه مسلم).
وعلى المسلم أن يُجنب نفسه ما يضره في أمر دينه ودنياه، وأن ينظر في صلاح حاله ومجتمعه، وأن يجاهد نفسه في كل ما يرضي الله تعالى ويبعد عن مساخطه، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فليحذر المسلم من السير وراء هؤلاء لئلا يكون معهم يوم القيامة لقول النبي صلى الله عليه سلم: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)(رواه أبو داود)، (مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حُشِرَ مَعَهُمْ)(رواه الحاكم). أسأل الله تعالى أن يجنبنا جميع مساخطه، وأن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح الذي يرضيه عنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.