السؤال رقم (3680) : الرأي الشرعي في كتابة الفن القصصي…

نص الفتوى:
ما رأي الشرعي كتابة الفن القصصي بشكل عام وإن كانت القصص خيالية أو فيها مزج من الخيال، فما الحكم؟ ما أقوال العلماء فيها من جوازها أو كرهها أو حرمها والراجح في ذلك مع الدليل؟
س: ما الضابط الشرعي في كتابة القصة؟ وماذا أبلغ من أدرسهم من طلاب ومن يحضر درسي من كادر تعليمي وهم من العامة؟
ولك مني جزيل الشكر والتقدير، وجزاك ربي بجنات النعيم.

الرد على الفتوى

الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأولاً: لا يجوز للمسلم كتابة القصص إذا كانت غير صحيحة، أو إيرادها على شكل مخالف لشرع الله، فبعض مؤلفي تلك القصص يأتي بأشياء منافية للأخلاق الإسلامية من نشر القصص الغرامية، أو المواقف التي تحتوي على الفواحش والفجور، أو السخرية والاستهزاء، وغير ذلك مما يقع فيه من يضعون تلك القصص، وربما في بعض الأحيان تكون قصصاً دينية ولكن فيها محظورات كثيرة.
وإذا كانت القصص خيالية وليست واقعية فهي داخلة في الكذب المنهي عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (..وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)(متفق عليه)، فأي خير في هذه القصص التي يكتبها أصحاب الأهواء والقلوب المريضة الفارغة من خشية الله، أو التي تشتمل على ما حرم الله من الكذب وغيره.
أما الضابط الشرعي عند كتابة قصة معينة فلابد أن تكون حقيقية وواقعية وليست من نسج الخيال، وأن تحتوي على العظة والعبرة وتعليم الخير، كما في قصص الأنبياء والصحابة والتابعين وغيرهم، ولا حرج في تصرفك بالأسلوب بحيث ينجذب السامع والمتلقي لتلك القصص.
وعليكِ أختي الكريمة بتوجيه من حولك إلى الاستفادة من القصص القرآني والنبوي ففيهما خير كثير، وهما يحتويان على الصدق والعظة والعبرة والتوجيه السديد، وهما خير بديل عن القصص الخيالية التي لا فائدة فيها، فالقصص القرآني حق منزل من الله تبارك وتعالى، والقصص النبوي أصدق كلام البشر وأنفعه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.