السؤال رقم (3599) : ما حكم لبس المرأة ملابس الرجال وحكم قص شعرها، وحكم الاسترجال للمرأة؟
نص الفتوى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هذه مجموعة أسئلة نحتاج الإجابة عليها لأن لدينا حملة في الجامعة متعلقة بالاسترجال، ونرجو سرعة الرد ونشكر لكم تعاونكم ..
س1: ما حكم لبس النساء لملابس الرجال التي تشبه الموديلات النسائية لكن مع وجود اختلاف بسيط؟
س2: ما حكم التشبه بالمسترجلات بالشكل فقط؟ وهل يأثم والدي الفتاة على تركها بهذا الحال؟
س3: ما حكم الاسترجال وشرح معناه ؟
س4: حكم قص الشعر قصير جداً ( مشابه للرجال ) ؟
الرد على الفتوى
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أشكر الأخوات السائلات على جهودهن في النصح والتوجيه، وأبشرهن بقول الله جل وعلا: [وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ](فصلت: 33). وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)(رواه البخاري). وأوصيهن بالحرص على ذلك والاجتهاد فيه فباب الدعوة إلى الله من أفضل الأعمال التي يحبها الله تعالى.
وثانياً: جواب الأسئلة كما يلي:
1) ينبغي على المرأة المسلمة التي تحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن تتقي الله في نفسها، وأن تحرص على كل ما يرضيه، وألا تكون إمعة تمشي وراء كل ناعق يهوي بها إلى الردى، وعليها أن تعلم أن الطريق إلى الجنة شاق ويحتاج إلى مجاهدة وصبر لأن النفس تهوى وتتمنى، والشيطان يدعو إلى طريق الباطل، وأصحاب السوء يزينونه للناس، ويقدمون كل السبل من أجل ذلك، والله جل وعلا مطلع على عباده ويعلم ضعفهم وحاجتهم إلى عونه وتوفيقه، فمن علم فيه الخير وحبه للخير ثبته ووفقه وأعانه حتى لو وقفت الدنيا أمامه في سبيل إضلاله عن طريق الجادة. قال تعالى:[وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ](النحل:69)، وقال أيضاً:[وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ](محمد: 17).
وعلى المرأة المسلمة ألا تنساق وراء الدعايات المغرضة المضللة للأعداء، فالموافقة في الظاهر تدل على الموافقة في الباطن، كما قال صلى الله عليه وسلم:(من تشبه بقوم فهو منهم)(رواه أبو داود، وقال الألباني: حديث حسن صحيح).
وأما جواب السؤال الأول فأقول وبالله التوفيق: لا يجوز للمرأة أن تلبس لباس الرجال لما ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)، (ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبس المرأة، والمرأة تلبس لبس الرجل) (رواه أحمد وأبو داود). ويجب على المرأة المسلمة أن تلبس اللباس الخاص بها والمعروف في بلدها حسب الضوابط الشرعية التي ذكرها أهل العلم.
أما جواب السؤال الثاني والثالث: فلا يجوز أن تتشبه المرأة بالرجل أو الرجل بالمرأة، ولا يجوز للمرأة أن تتشبه بالمرأة المسترجلة لما ورد من الوعيد الشديد فيمن تسترجل من النساء، فقد روى البخاري (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمسترجلات من النساء)، وفي رواية للطبراني (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهات من النساء بالرجال)، وروى الإمام أحمد بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال)، وما رواه الطبراني من حديث عمار رضي الله عنه مرفوعاً (ثلاثة لا يدخلون الجنة أبداً: الديوث، والرجلة من النساء ومدمن الخمر: قالوا يا رسول الله: أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله، قلنا: فما الرجلة من النساء؟ قال: التي تشبه الرجال).
وأما والدا الفتاة التي تفعل ذلك فعليهما أن يمنعاها، وأن يناصحاها، وأن لا يتركا لها الحبل على الغارب، وألا يفرطا في تربيتها، وأن يسدا كل باب يكون فيه فتنة لها، وأن يبينا لها خطورة هذا الأمر، لأنهما مسئولان عنها أمام الله جل وعلا، قال تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ] (التحريم:6)، وقال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ..)(متفق عليه).
وأما جواب السؤال الرابع: فلا يجوز للمرأة أن تقص شعرها في الحالات التالية:
إذا قصدت به التشبه بالكافرات أو الفاجرات، أو قصدت به التبرج للأجانب، أو قصته بالشكل الذي يشبه في هيئته شعور الرجال، أو أن يقوم بقصه رجل أجنبي كما يحصل في بعض صالونات النساء، أو أن تقصه بغير إذن الزوج إذا كانت متزوجة.
أما إذا كان قصدها لغير ما سبق فالأصل في ذلك الإباحة لأنه لم يرد دليل على التحريم وليس في الشريعة ما يدل على المنع من قص شعر المرأة.
ووصيتي لأخواتنا وبناتنا المسلمات أن يستقمن على صراط الله المستقيم، وألا يحدن عنه، فالنجاة والفلاح والفوز لمن تمسك بذلك وعض عليه بالنواجذ.
أسأل الله جل وعلا أن يجمعنا ووالدينا في جنات النعيم بفضله وكرمه ورحمته، كما أسأله لنا ولكن التوفيق والسداد، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد.