نعمة نزول الغيث.
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الذي جعل الغيث رحمة لعباده المؤمنين.
وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، القائل في سنته الغرّاء عن المطر: (إِنّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ) صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد
فاتقوا الله عباد الله، 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عباد الله: يقول الله جل وعلا: (وهو ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرِّياحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِۦ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ ٱلْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ ٱلْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). وقال تعالى: (هُوَ ٱلَّذِى أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنبِتُ لَكُم بِهِ ٱلزَّرْعَ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلنَّخِيلَ وَٱلْأَعْنَبَ وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَتِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
إن من أعظم النعم؛ نعمة الماء التي امتنّ الله بها على عباده، فحيث وُجِدَ وُجدت الحياة، وصدق الله العظيم: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) فالماء أصل النماء، وعنصر الحياة، وسبب من أسباب البقاء للبشرية جمعاء، قال تعالى: (لِنُحِْىَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا وَنُسْقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعامًا وَأَنَاسِىَّ كَثِيرًا).
والماء لا يتحكم في إنزاله إلا الواحد الخالق سبحانه وتعالى، فهو القائل(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)
إن تصريف السحاب وتجميعه واحتكاكه ببعض، وصدور الرعد والبرق منه، وإنزال المطر إلى الأرض بمقادير متفاوتة من مكان لآخر، وإنزاله على أناس، وحرمان آخرين، آية من آياته العظيمة، ودليل باهر، وبرهان ظاهر على توحيد الله، وعظيم قدرته جل وعلا.
قال ابن القيم رحمه الله: (فتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقًا للعباد والدواب والطير والذر والنمل، يسوقه رزقًا للحيوان الفلاني في الأرض الفلانية، بجانب الجبل الفلاني فيصل إليه على شدة الحاجة والعطش .
عباد الله: ومما يسنُّ عند نزول المطر وبعده؛ أن يقول المسلم: (اللَّهُمَّ صَيّبًا نَافِعًا). ويقول: (مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ) ويقول: (رحمة)
وأن يدعو بما أحب من خيري الدنيا والأخرة، وأن يكشف عن بعض بدنه حتى يصيبه المطر، وأن يشرب ويتوضأ من المطر.
وإذا كثُر المطر وخِيفَ الضرر قال: (اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ والضرابِ وبُطُونِ الْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ)
وصدق الله العظيم: (وهو ٱلَّذِى يُرْسِلُ ٱلرِّياحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَىْ رَحْمَتِهِۦ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ ٱلْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِۦ مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ ٱلْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، واستغفروا الله إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الولي الحميد، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسلميًا كثيرًا. أما بعد.
فاحمدوا الله واشكروه على ما أنعم به وتفضل عليكم من نزول الأمطار، ومعها الخيرات والبركات. فأكثروا من حمد الله وشكره قولًا وفعلًا، واحذروا من تتبع مجاري السيول والدخول فيها لخطورة ذلك عليكم وعلى سياراتكم.
وأوصي الشباب بعدم التهور والعبث في قيادة السيارات وإيذاء الآخرين، فذلك ينافي شكر نعمة نزول الغيث.
ومن تمام شكر هذه النعمة العظيمة إذا خرج الناس للبر ألا يقعوا فيما حرم الله من التبرج والتفحيط والتطعيس ومضايقة العوائل.
وأوصي الجميع بأن يحرصوا على نظافة المتنزهات والعناية بها، وأن يتركوا المكان أفضل مما كان حين جلسوا فيه، وألا يتعرضوا للأشجار، فالمحافظة على البيئة مسؤولية الجميع
هذا وصلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صلِّ وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الجمعة 19-4-1442هـ