فضل الصدقة وفقه المتصدقين – خطبة الجمعة 25-8-1444هـ
الحمدُ للهِ ذيِ الجودِ والسّخَاءِ، خزائنُهُ بِالخيرِ مَلأَى ويَدُهُ بالنفقةِ سَحَّاء، أمرَ بالإحسانِ والبذلِ والعطاءِ، وَوَعَدَ بالخيرِ والزّيادةِ والنّماء، يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ المحْسِنِينَ، ويَجْزِي بِفَضْلِهِ المتَصَدِّقِينَ، ويُخْلِفُ النَّفَقَةَ على المُنْفِقِينَ {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[سبأ: 39].
وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
فَاتّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: فالتَّقْوَى وَصِيَّةُ اللهِ لِلأَوَّلِينَ والأخِرِينَ، قالَ تعالَى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء:131].
أيُّهَا المؤمنونَ: هَا هُو شَهْرُ رَمَضَانَ يَلُوحُ للنَّاظِرِينَ، تَرْنُوا إليهِ عُيُونُ المؤمنينَ، وقُلُوبُ العابِدينَ، وتَتَرَقَّبهُ دموعُ السَّاجِدِينَ، وصَدَقَاتُ المنْفِقِينَ، فيَا فَرْحَةَ القُلُوبِ بقدومِ رمضانَ، ويَا فَرْحَةَ الأبْدَانِ بصيامِهِ، ويَا فَرْحَةَ العُيُونِ بالبكاءِ بينَ يدي اللهِ في السُّجُودِ والقيامِ وتَلاوَةِ القُرْآنِ، ويَا فَرْحَةَ الأيَادِي المنْفِقَة طَلبًا لِرِضَا الرَّحْمَنِ.
عِبَادَ اللهِ: جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ شهرَ رمضانَ طُهْرَةً للمسْلِمِ، يَترَبَّى فيهِ على إِلْجَامِ النَّفْسِ وإِحْكَامِهَا وإِخْضَاعِهَا لمرَادِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُحْكِمُ الشَّهْوَةَ بالصِّيَامِ، ويَهْجُرُ النَّوْمَ للقِيَامِ، ويُعَالِجُ أَدْرَانَ الْقَلْبِ بِتِلاوَةِ القُرْآنِ، ويَتَخَلَّصُ مِنْ آفَةِ الشُّحِّ والبُخْلِ بالصَّدَقَةِ والْبَذْلِ والإِحْسَانِ، قالَ تعالى:{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9]
أيُّهَا المؤمنونَ: والصَّدَقَةُ مَرْضَاةٌ للواحِدِ القَهَّارِ، ومَنْجَاةٌ وخَلاصٌ مِن النَّارِ، وفِكَاكٌ للنَّفْسِ مِن قَيْدِ الشَّيْطَانِ، يَسْتَظِلُّ بِهَا صَاحِبُها تحتَ ظِلِّ عَرْشِ ربِّ العِبَادِ، ويَتَفَيَّؤُ ظِلالَهَا يومَ التَّنَادِ، بِهَا تُدْفَعُ الْبَلايَا، وتُسْتَجْلَبُ الْعَطَايَا وهِيَ شِعَارُ المحسنينَ، ودِثَارُ المتَّقِينَ، وعِبَادَةُ المُخلِصِينَ، تَطِيبُ بِهَا نُفُوسُ المؤمنينَ، وتَضِنُّ بِهَا نُفُوسُ المنافقينَ، قال تعالَى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} المنافقون: [10]، جاءَ في الحديثِ القُدُسِيِّ: (يَا ابْنَ آدَمَ أنّى تُعْجِزُنِي وقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إذَا سَوَّيْتكَ وعَدَّلْتُكَ مشيتَ بين بُردتَينِ وللأرضِ منكَ وئيدٌ (شكْوى) فجَمعتَ ومنَعتَ حتى إذا بلغتِ التَّرَاقِيَ قلتَ: أتصدقُ وأنّى أوانُ الصَّدَقَةِ) أخرجه أحمد (17842)وصححه الألباني.
أيُّهَا المؤمنونَ: قالَ ﷺ: (مَثَلُ البَخِيلِ والمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عليهما جُنَّتانِ مِن حَدِيدٍ إذا هَمَّ المُتَصَدِّقُ بصَدَقَةٍ اتَّسَعَتْ عليه حتّى تُعَفِّيَ أثَرَهُ، وإذا هَمَّ البَخِيلُ بصَدَقَةٍ تَقَلَّصَتْ عليه وانْضَمَّتْ يَداهُ إلى تَراقِيهِ وانْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إلى صاحِبَتِها قالَ: فَسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: فَيَجْهَدُ أنْ يُوَسِّعَها فلا يَسْتَطِيعُ)أخرجه البخاري (٢٩١٧) ومسلم (١٠٢١).
وفي الحديثِ يَضْرِبُ النبيُّ ﷺ مثلًا للمتصدقِ والبخيلِ برجلينِ عليهِمَا جُبَّتانِ قصِيرتَانِ مِنَ الحَديدٍ، فلا يُعْطِي المنفقُ عَطَاءً إلا اتَّسَعَتْ عليهِ الْجُبَّةُ، وغَطَّتْ جَسَدَهُ حتَّى تُخْفِي بَنَانَهُ، وإذَا أَمْسَكَ الْبَخِيلُ عن الإنْفَاقِ ضَاقَتْ عَلَيْهِ جُبَّتُه حتَّى تَلْتصقَ كلُّ حَلْقةٍ عَلى جِلدِه، يُحاوِلُ أنْ يُوَسِّعَها بيَدِه، وهي شديدةٌ مُحْكَمةٌ لا تَتَّسِعُ، فالمؤمنُ يَتَوَسَّعُ في الصَّدَقَةِ، فتطيبُ بِهَا نَفْسُهُ، ويِنْشَرِحُ لهَا صَدْرُهُ، والْبَخِيلُ إذَا هَمَّ بِالصَّدَقَةِ شَحَّتْ نفْسُهُ، فَضَاقَ صَدْرُهُ، وانْقَبَضَتْ يَدَاهُ.
عِبَادَ اللهِ: وكمَا خَصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ الصَّائِمينَ ببابٍ في الجنَّةِ لا يدخلُ منهُ سواهُم، فقدْ خصَّ المتصدقِّينَ أيضًا، قالَ ﷺ: (ومَن كانَ مِن أهلِ الصيامِ، دُعِيَ مِن بابِ الريانِ ومَن كان مِن أهلِ الصدَقَةِ دُعِيَ مِن بابِ الصدَقَةِ)أخرجه البخاري (٣٦٦٦) ومسلم (١٠٢٧) وخيرُ الصَّدقةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنًى، وأفضلُ الصدقةِ جَهْدُ المُقِلِّ و ابدأْ بِمَن تَعولُ.
أيُّهَا المؤمنُونَ: والصدقةُ تَطِيبُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وتجزئُ في كلِّ حالٍ وآنٍ، إلا أنَّهَا في الأزْمِنَةِ المباركَةِ أفضلُ مِنْ غَيْرِهَا، ورمضانُ من الأزمنةِ التي يتضاعفُ فيها أجرُ الصَّدقَةِ، مُرَاعَاةً لحاجَةِ الفقيرِ، وتأسِّيًا بالنبيِّ ﷺ: قال ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهمَا: (كانَ النبيُّ ﷺ أجْوَدَ النّاسِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ، حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ، فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللهِ ﷺ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ) أخرجه البخاري (٣٥٥٤).
فاللهَ اللهَ في الإنفاقِ، والبَدَارَ البَدَارَ بالصِّدقةِ، وخاصَّةً في رمضانَ، تكونُ سَلْوَى للفقيرِ، ومرضاةً للعليِّ القديرِ.
أعُوذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} محمد [38].
أقولُ قولِي هذا، وأستغْفِرُ اللهَ العظيمَ لِي ولَكُمْ ولِسَائِرِ المسلمينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، وتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبةُ الثَّانِيَةُ:
الحمدُ للهِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، لا يَخْفَى عَلَيْهِ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ويَخْتَارُ، وأَشْهَدُ ألا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْحَقُّ المبِينُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً للعالمينَ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أمَّا بَــــــعْــــــــــدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، واعلمُوا أنَّه يَنْبَغِي التَّحَرِّي في وضعِ الصَّدَقَاتِ في مواضِعِهَا وإيصَالِها لمستحقِّيهَا، وتَتَبُّعِ محتاجِيهَا، ومراعاةِ الأولوياتِ في ذلك، بتقديمِ الأكثرِ حاجةً عنْ مَنْ سِوَاهُمْ، وفي بلادِنَا جهاتٌ رسميَّةٌ موثوقةٌ تتولى توزيعَ هذه الصَّدقاتِ وإيصالِهَا لمستحقِّيهَا؛ كمِنَصَّةِ إحسان، ومبادرة فُرِجَتْ التي تَبَنَّتْهَا هذه المنَصَّةِ المباركة؛ لمساعدةِ الغارمينَ، وسجناء الحقوقِ الماليَّةِ من المدينينَ العاجزينَ عن وفاءِ ديونِهِمْ، وهُمْ أحدُ الأصنافِ الذينَ تُصْرَفُ لهم الزكاةُ.
فاحْرصوا –رعاكم اللهُ-على جمعِ شَمْلِ هؤلاءِ الأُسَرِ بسدادِ ديونِهِمْ وفكِّ قُيُودِهِمْ واعلمُوا أنّ هذا خيرٌ من كثيرٍ من وجوهِ الصَّدقاتِ التي ينتفعُ بها المحتاجُ وغير المحتاج وقد تفيضُ فلا يُسْتَفَادُ منهَا، بَلْ تُرْمَى أحْيَانًا عندَ الحاوياتِ، وقدْ لاحظتُمْ ذلكَ في بعضِ السَّنَوَاتِ خُصُوصًا في رمضان، واحْذَرُوا الإسْرَافَ في مَوَائِدِ إِفْطَارِ الصَّائِمِينَ فَهُنَاكَ أَكْبَادٌ جَائِعَة مِنَ الفُقَرَاءِ والمحتَاجِينَ، واجْعَلُوهَا في سِلالٍ غِذَائِيَّةٍ تَدْفَعُوا حِاجِِتهم، وتَسُدُّوا جَوْعَتَهم.
أَسْأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يُبَلِّغَنَا رمضانَ، وأَنْ يُعِينَنَا فيهِ على الصِّيَامِ والقِيَامِ والصَّدَقَةِ والإِحْسَانِ، وأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ عُتَقَائِهِ مِنَ النَّارِ، وأنْ يَرْزُقَنَا إِخْلاصَ النِّيَّةِ، وَعُلُوّ الْهِمَّةِ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والمشْرِكِينَ، وانْصُرْ عِبَادَكَ الموَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المُنْكَرَاتِ، وحُبَّ المسَاكِينِ، وأَنْ تَحْفَظَنَا مِنْ مُضِلَاّت الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن يَا ذَا الْجَلالِ والإِكْرَامِ، اللَّهُمَّ أَحْسِِْن عَاقبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآَخِرَةِ.
اللَّهُمَّ أمِّنَا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِح أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أَمْرِ المسلمينَ عَامَّةً لِلْحُكْمِ بكتابِكَ والْعَمَلِ بِسُنَّةِ نبيِّكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وسُمُوَّ وَلِيِّ عَهْدِهِ لِكُلِّ خَيْرٍ، واصْرِفْ عَنْهُمَا كُلَّ شَرٍّ، اللَّهُمَّ سَدِّدْهُمْ وأَعْوَانَهُم ووُزَرَاءهُمْ لما فِيهِ خَيْرُ الْبِلادِ والْعِبَادِ، ولمَا فِيهِ عِزُّ الإسْلامِ وَصَلاحُ المسْلِمِينَ.
اللَّهمَّ ارْبِطْ على قُلُوبِ رجَالِ الأمنِ، والمرَابِطِينَ عَلَى الْحُدُودِ، الّذِينَ يُدَافِعُونَ عن الدِّينِ والمقدساتِ والأعراضِ والأموالِ، اللهُمَّ احفظهمْ مِنْ بينِ أيْدِيهِمِ ومِنْ خَلْفِهِمِ وعَنْ أَيْمَانِهِمْ وعَنْ شَمَائِلِهِمْ، وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هَذَا الجمعَ مِن المؤمِنِينَ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّهُمْ، وَنَفِّس كَرْبَهُمْ، وَاقْضِ دِيُونَهُم وَاشْفِ مَرْضَاهُم، وَارْحَمْ مَوْتَاهُمْ، واغْفِرْ لَهُم ولآبَائِهِم وأُمَّهَاتِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وذُرِّيَّاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وَإِيَّاهُمْ وَوَالِدِينَا وَأَزْوَاجنا وذُرِّيَّاتِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
وصَلَّى اللهُ عَلى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى آَلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
الجمعة: 1444/8/25هـ