خطبة بعنوان: (إمهال الله تعالى للظالمين) بتاريخ 7/ 5/ 1433هـ.
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين قاهر الجبابرة،وقاصم القياصرة،مهلك المتكبرين والأباطرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه الكريم {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}(إبراهيم)، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله أنذر العالمين من عاقبة الظلم والبغي والفساد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فأوصيكم وَنَفْسِي بتقوى الله فهي الوصية الجامعة لكل خير الناهية عن كل شر {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً}(الأحزاب: 70، 71).
عباد الله: لقد ظهر في هذا الزمان صور كثيرة من الظلم بشتى صوره كالشرك بالله جل وعلا، والقتل، والنهب، والسرقة، والغش، والخداع، والتدليس، ونشر المحرمات، والإعانة عليها، وتولية الظالمين رقاب العباد، وانتشار الربا، والزنا، وانتهاك الأعراض، وأكل أموال الناس بالباطل، والحرص على المال والجاه، وانتشار العصبيات الجاهلية، وغير ذلك من صور الظلم التي عمّت وطمّت على مستوى بلدان العالم أجمع إلا من رحم الله، وقد ورد بذلك عنها الخبر، فعن شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي مُوسَى، فَقَالاَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لأَيَّامًا، يَنْزِلُ فِيهَا الجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا العِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الهَرْجُ) وَالهَرْجُ: القَتْلُ (رواه البخاري ومسلم)، وعن كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ رضي الله عنه مرسلاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مِنْ عَلامَاتِ الْبَلاءِ وَأَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَغْرُبَ الْعُقُولُ، وَتُنْقُصَ الأَحْلامُ، وَيَكْثُرَ الْهَمُّ، وَتُرْفَعَ عَلامَاتُ الْحَقِّ، وَيَظْهَرَ الظُّلْمُ) (رواه أبو نعيم في الفتن).
والناظر إلى حال أمتنا اليوم يجدها تواجه ظلمًا كبيراً من أعدائها، وأكثر ما أصابها من ذلك كثرة القتل بشتى صوره وأشكاله بسبب الاعتداء على البلدان الإسلامية تحت مسمى مكافحة التطرف والإرهاب ونزع الأسلحة النووية ــ كما يزعمون ــ، تلك الحروب التي خلّفت ورائها خراب الأراضي والديار، وهلاك الأنفس والزروع والثمار، ومن نظر إلى تلك الحرب الشرسة وجد أن الذي يقودها هم أقوامٌ لئام يحملون بين أضلعهم قلوب الذئاب، فهم لا يلينون ولا يرحمون ولا يُسترحمون، قد امتلأت صدورهم بالضغائن والأحقاد على المسلمين لاسيما إذا كانوا من أهل السنة والجماعة، فهؤلاء الأعداء هم الذين يشعلون نيرانها، وينفذون أحداثها، وينشرون الخوف والفزع في كثير من الأصقاع والبقاع.
إن العالم اليوم على مستوى الدول والبلدان باتت تحكمه شريعة الغاب وأنظمة الظلم والإرهاب، تتعامل مع الغير معاملةَ مصالح لا قيم، فهي لا تحكم بالسويّة، ولا تعدل في قضيّة، ولا تتعامل إلا بحيف وازدواجية، فهي تقوم بزرع الفرقة والشقاق في صفوف الأمة الإسلامية؛ لتكونَ أمصارًا متنافرة وبلادًا متناثرة متناحرة، ألم يسمع هؤلاء الظلمة قول الله جل وعلا {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}(إبراهيم:42، 43).
إن هؤلاء المتكبرين المغرورين يظنون أن يد الجبار بعيدة عنهم، وأنهم مأمونون من مكر الله بهم، وهذا ظن خاطئ قد ظنه من سبقهم من الأمم الغابرة فنالهم العذاب الشديد من رب العالمين، ولقد تكبر غيرهم فعجل الله لهم العذاب وقد ظنوا أنهم في مأمن منه{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}(الشعراء:227).
عباد الله: أين الذين التحفوا بالأمن والدَّعَة، واستمتعوا بالثروة والسَّعة من الأمم الظالمة الغابرة؟! لقد نزلت بهم الفواجع، وحلّت بهم الصواعق والقوارع، لقد أرانا الله تعالى الكثير من العبر فيمن سبقنا من الأمم كي نتعظ ونعتبر، فها هم قوم نوح لما أكثروا من أذى رسولهم وسخريتهم به ومن آمن معه وردهم لدعوته، سلط الله عليهم الماء من فوقهم ومن تحت أرجلهم فأغرقهم عن بكرة أبيهم إلا من آمن مع نوح عليه الصلاة والسلام.
وها هو فرعون وقومه قد أنزلوا ببني إسرائيل أشد العذاب، فذبّحوا أبنائهم واستحيوا نسائهم، ولما اشتد على بني إسرائيل ذلك خرجوا من مصر متوجهين إلى الأرض المقدسة فأتبعهم فرعون وجنوده ليقتلوهم، فأغرقهم الله في اليم وأنجى موسى ومن معه. وهكذا تتابعَ الظلمُ في أقوام كثيرة فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
عباد الله: ثبَتَ عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يَروِيه عن ربِّه تبارك وتعالى أنَّه قال:(يا عِبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسِي، وجعلتُه بينَكم محرَّمًا فلا تَظَالموا..) (رواه مسلم). فهذا الحديثٌ الجَليل يخاطب البشَريّة حين يجورُ بها الطّريق، ويحذِّر الأفرادَ حين يُغرِيها الجشَعُ والطمَعُ العميق. إنه تَوجيهٌ ربَّاني يحذِّر فيه الربّ جلَّ وعلا الخلقَ من الظُلم وعواقبه الوخيمة، وينبِّه العقلاء أن تزلَّ بهم الأهواء فيَقَعوا في الظلم على الضّعَفَاء. فهي وصيةٌ يبلغها الرسولُ صلى الله عليه وسلم ليتحاشَى الخلقُ كلُّهم الظلمَ والعدوانَ والطّغيان، ويتجنَّبوا ظلمَ العباد والتعدِّي على حقوقهم والتَّجنّي على مقدَّراتهم والاعتداء على أنفسِهم وأموالهم وأعراضِهم.
إن الظلمُ عاقِبَتُه وخيمَةٌ وآثارُه شَنِيعة، ولا فلاحَ مع الظلمِ، ولا بقاءَ للظالم، ولا استقرارَ للمعتَدِي مهمَا طالَ الزمان ومهما بلَغ به الشأن، يقولُ ربنا جلّ وعَلا:{إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}(الأنعام:21)، ويَقول عزّ شأنُه:{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الأنعام:45).
فقوى الظلم والطغيان مهما بلغ بها العلو والشأن لا سُلطانَ لها يَدوم على مدَى الأزمان، فخالِقُ الأرض والسمَاء يقول سبحانَه:{فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ}(الحج:45).
وقد ورد عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إنَّ الله ليملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفلِته)، ثم قرأ:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}(هود:102)(رواه البخاري).
فمهما بلغت قوّةُ الظالم وضعف المظلوم فإنَّ الظالم مقهور مخذول، وأقربُ الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الحيّ القيوم، يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة لا تردّ دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبوابَ السماء، ويقول لها الرب: وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين)(رواه أحمد).
فسبحان من سمع أنينَ المضطهدِ المهموم، وسمع نداءَ المكروب المغموم، فرفع للمظلوم مكانًا، ودمَغ الظالم فعاد بعد العزّ مُهانًا.
إنه ليس شيءٌ أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الظلم والعدوان، ولا يكون العمران حيث يظهر الطغيان، وإن الظالم الجائر سيظلّ محاطًا بكلِّ مشاعر الكراهية والعداء والحقد والبغضاء، لا يعيش في أمان، ولا ينعَم بسلام، حياتُه في قلق، وعيشه في أخطار وأرق.
وقد يُنعم الله على الكافر أو الظالم أمام الناس بأنعم كثيرة وعطايا جزيلة يحسدونه عليها كما حصل ذلك مع قارون، ولكنه في داخله استدراج وإملاء، كما قال تعالى:{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًَا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}(آل عمران:178)، وقال تعالى:{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرٰتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ}(المؤمنون:55، 56). فكيف يفرح من أمره كذلك، وكيف تغمض عين من وصل إلى علمه أنه هالك.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ}(إبراهيم: 42 ـ 47).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون: واعلموا أن عاقبة الظالمين وخيمة أليمة.
عباد الله: لا يخفى على أحد منكم ما يقع اليوم على أهل الإسلام في بعض البلدان من الظلم الكثير والجور الكبير وخاصة في أرض الشام وفلسطين، وما يقوم به أعداء الملة والدين من الظلم والعدوان على الأنفس والأعراض، لا يألون في مؤمن إلا ولا ذمة، وهؤلاء قد قرب انتقام الله منهم فتلك سنَّة الله في الظالمين في كل زمان ومكان.
وأملنا كبير في انتصار المظلومين وإن الله على نصرهم لقدير. وأنه بعد كلّ شدّة رخاء، وبعد كل غمرة انجلاء، وأن بعد الكدر صفوًا، وبعد المطر صحوًا، والشمس تغيب ثم تشرق، والروض يذبل ثم يورق، ولله أيام تنتصر من الباغي وتنتقم من العاثي، ومن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدائد وصرف عنه المكائد وحفظه وهو نائم وقائم وراقد.
ومتى وقع الظلم على الفرد أو المجتمع فإن الله تعالى قد يهلك الظالم، خصوصًا إذا كان المظلوم من أهل الصلاح والتقوى.
عباد الله: إن الظلم بشتى صوره وأشكاله شنيع فظيع، ولا بد من مدافعته وتطهير مجتمعاتنا منه بالوسائل الشرعية، ومن أعظم وسائل إزالة الظلم الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واللين في القول والفعل، وتعليم الناس الخير، وتحذيرهم من الشر وعواقبه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو سبيل النجاة للعباد، وهجر الظالم وعدم إعانته على ظلمه وعدم الركون إليه؛ لأنه سبب في انتشار الظلم، والدعاء على الظالمين بالهلاك والزوال.
عباد الله: إننا نعيش في بلادنا في نعم كثيرة قد حبانا الله إياها، من صحة ورغد عيش، وأمن وأمان، وتطبيق شريعة الرحمن، وهذه النعم توجب علينا الشكرَ لله ذي المنّ، وإنَّ من حقّ الله علينا أن نكون أوفياءَ للإسلام، أمناءَ عليه، حافظين لحدوده، مقيمين لحقوقه، وأن نتطهّر من الذنوب والآثام والمظالم، وأن نقومَ على أجيالنا أصدقَ قيام، بالتربية والتأديب، والتقويم والتهذيب، ونسترشد بالعلماء الربانيين الذين هم طبّ القلوب ومرايا المحاسن والعيوب، وهم أرفع الناس قدراً، وأسلمُهم فكراً، وأمكنُهم نظراً، ونستديم الطاعة، ونسلك طريق السابقين من المفلحين، فلن تُصان حمى الأوطان بمثل طاعة الرحمن. أسأل الله تعالى أن يجنبنا الظلم وأهله، وأن يمن علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦). اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم ارحم ضعف إخواننا في سوريا، وارفع عنهم الظلم عاجلاً غير آجل، وفرج عنهم ما هم فيه من الضيق والهم والغم، اللهم عليك بمن ظلمهم، اللهم أطبق عليهم قبضتك وبطشك، ورجزك وعذابك، اللهم إنهم قد بغوا وطغوا، وأكثروا الفساد، فاللهم صبَّ عليهم سوط عذابك، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم شتت شملهم، وفرق صفهم، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وعجل بوعدك ونصرك المبين، فإننا على ثقة ويقين، اللهم انصر جندك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، ويسر لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم وفقهم لكل خير، ويسره لهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً، اللهم أصلح شبابنَا وبناتِنا، وأزواجَنا وذرياتِنا. {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(البقرة).
اللهم إنا نحمدك ونشكرك على ما أفضت به علينا من بركات السماء، اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدراراً. اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً، سحاً طبقاً، عاجلاً غير آجل، تسقي به البلاد وتنفع به العباد.
عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الجمعة:7/ 5/ 1433هـ