119 – لقاء حول ثقافة الشاب وتوجهه
119 – لقاء حول ثقافة الشاب وتوجهه pdf
لقاء حول
ثقافة الشاب وتوجهه
تأليف
أ.د/ عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار
بسم الله الرحمن الرحيم
(1) هل معاملة الناس معاملة حسنة ترقى إلى درجة العبادة؟
(2) مخرج الأمة من التخلف الذي تعانيه حالياً على كل المستويات.
(3) دور المرأة البنائي في المجتمع في الوقت الحالي.
(4) العزلة الحاصلة بين الشباب الملتزم أو المتدين وبين الشباب المسلم العادي في المجتمع الواحد.
(5) منظوركم للتكافل بين المسلمين.
فن التعامل
يضيق كثير من المسلمين مفهوم العبادات فيقصرونه على إقامة الشعائر، أما (المعاملات) وهي جماع المناشط الحياتية في الدنيا فلا ترقى عندهم إلى منزلة العبادات.
وهذا خطأ وخلط لأن المعاملات في واقع الأمر هي التطبيق العملي للإيمان الواعي الذي وقر في القلب وصدقه العمل لأن الدين المعاملة.
إذن ما هو المفهوم الحق للعبادات؟
العبادات في الإسلام أوسع وأشمل مفهوماً وإطاراً، فكل عمل حسن أريد به وجه الله هو نوع من العبادة.
المخرج من التخلف
التخلف المادي الذي يخيم على المجتمعات المسلمة هو نتيجة طبيعية للتخلف الفكري، والمخرج منه هو العودة الصادقة لمنبع الإسلام الصافي وهديه الشافي، وأصله الكافي، فالأمة بحاجة ماسة لإيمان عميق وإخلاص صادق، ووعي وبصيرة، وبعد هذه المرحلة يأتي التخطيط الدقيق، والعلم النافع، والعمل المستمر، والتكافل المنشود وعند ذاك نكسر طوق التخلف الذي يحيط بنا، وقد أرشدنا خالقنا إلى هذه الحقيقة الناصعة وأبان لنا في محكم التنزيل بأن حالنا لن تتغير ما لم نغير نحن ما بنا، وصدق الله العظيم {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} (الرعد: الآية 11).
إذن على القادة والعلماء والدعاة وجميع العاملين لخدمة الإسلام أن يكونوا في مقدمة الركب صدقاً وإخلاصاً وعملاً مستمراً لأنهم قدوة لغيرهم، ولئلا يتسلل شياطين الإنس والجن من خلال الثغور الكثيرة في ديار الإسلام، صاحب المال بماله، والمفكر بتفكيره، والسياسي بتخطيطه، والمعلم بتربيته وتوجيهه، والاقتصادي بخبرته، والكاتب بقلمه، والطبيب بمهارته وحذقه، وهكذا تتضافر جهود الجميع للنهوض بالأمة من واقعها وتخلفها العام على كل المستويات.
دور المرأة
لابد في بداية الأمر من العناية بأمر المرأة أختاً، وزوجة، وبنتاً عن طريق التربية الواعية والاختيار الإسلامي والتعهد الدائم، ولا يعفى من هذه المسؤولية أحد، وكلنا مسؤول أمام الله ومطالب بأن يعمل في محيطه لتكون أخته أو زوجته أو بنته امرأة مسلمة بعقيدتها الثابتة تنطلق منها لتؤدي دورها في الحياة.
ولابد لتحقيق ذلك من أن تفهم إسلامها بشكله الواضح المتكامل، وتفهم معنى تمسكها بدينها في هذا الوقت الذي كثرت فيه المغريات والملهيات والصوارف، فتحيا واثقة بالله مطمئنة بسلامة عقيدتها وصحة مسارها واستقامة سلوكها.
وتحقيق نوعاً من الدفاع الذاتي ضد هجمات المدنية الحديثة التي ترفع رايات الجنس وتغتال الفضيلة وتنمي الرذيلة وتحارب الأخلاق الفاضلة من أجل القضاء على العقيدة.
وكل هذه الجهود تتحطم على جدار المرأة الصلب إذا كانت متحصنة وقوية.
وهذا يدفعها بطبيعة الحال إلى ممارسة حياة إسلامية طاهرة فتظهر أمام بنات جنسها قدوة صالحة تظهر بصورة واقعية لا تحارب الفطرة ولا يستعبدها كل طارئ جديد وبالتالي فهذه المرأة الواعية تتفاعل مع مجتمعها بشكل إيجابي فتدعو بسلوكها وتطبيقها، وتدعو بأسلوب حسن كل من تلمح على محياض البراءة والاستواء، وتوضح لهن سيرة السلف الصالح من بنات جنسهن.
إن هذه الصورة الإسلامية للمرأة المسلمة الواعية التي تتمثل في عقيدتها وسلوكها وتعاملها وثباتها توفر لها سلاحاً مؤثراً تعالج من خلاله أمراض المجتمع بإيجابية وواقعية وبساطة، ولذا فمن أولويات دورها تفهم مشكلات العصر والتعامل مع الواقع من منطلق إسلامي واضح ونظيف، فهي رد عملي واقعي على دعاوى المدنية المادية، ونقض لأسس الجاهلية، وبناء راسخ لمجتمع الإسلام.
العزلة بين الشباب الملتزم وغيره
ينبغي أن يحرص الشباب الملتزم بدينه على هداية الناس، وأن يجتهدوا في منع الناس من الوقوع في الفواحش والمعاصي والموبقات التي تؤدي بهم إلى الضياع والهلاك.
وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على هداية الناس، وأكثرهم نفعاً لهم لكن بأسلوب متميز هادئ عبَّر عنه الباري جل وعلا بقوله: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}{التوبة: الآية 128}، {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً}{الأحزاب: الآية 43}.
أما أن توجد العزلة بين الشباب الصالح المتدين والشباب العادي فهذا خطأ كبير، بل جناية على المجتمع وعدم فهم للإسلام على حقيقته.
الشباب الأخيار يحملون نوراً في قلوبهم فلم لا يوصلونه للآخرين عن طريق مجالستهم ومخالطتهم والحديث معهم.
إن ما يحدث من بعض الشباب المتدين من عدم التأثير على أسرته وزملائه يدل على قصور عنده، وإلا فأحق الناس بدعوته هم أقرب الناس إليه.
ويوم أن يفيض الشباب الصالح على إخوانهم من نفحاتهم ويرسمون لهم الطريق، يوم أن يسعد الجميع في ظل مجتمع متماسك اللبنات منتظم الصفوف تكون قاعدته صلبة وبنيانه راسخاً.
ويوم أن توجد بينهم الفرقة والعزلة ويبتعد الأخيار عن غيرهم يكثر الهرج والمرج، ويقع الخلاف وتدب الفوضى، ويعمل كل على شاكلته، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
والإنسان بطبيعته وفطرته ميال إلى مخالطة الآخرين ومجالستهم والاجتماع بهم، وهذه المجالسة لها الأثر الواضح في فكر الإنسان ومنهجه وسلوكه، وهي سبب فعال في مصير الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة، فالمرء يتأثر بجليسه ويصطبغ بصبغته فكراً ومعتقداً وسلوكاً وعملاً.
والناس منهم مفاتيح للخير مغاليق للشر والعكس، جعلنا الله من مفاتيح الخير.
منظوركم للتكافل بين المسلمين
التكافل بمفهومه الواسع يشمل تربية عقيدة الفرد وضميره وارتباط الأسرة وتنظيمها وتكافلها وتنظيم العلاقات الاجتماعية كما يشمل تنظيم المعاملات المالية والعلاقات الاقتصادية، وخلاصة القول أن نظام التكافل في الإسلام يكاد ينتظم التشريع الإسلامي كله لأن غاية التكافل هو إصلاح أحوال الناس وتهيئة الجو لهم ليعيشوا آمنين مطمئنين على عقائدهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
ولو أن أمة الإسلام طبقت هذا النظام في واقعها لما بقي فقير محتاج ولما احتاجت لغيرها لأنها غنية بالإمكانات المادية، والبشرية يكمل بعضها بعضا ، لكن داء الفرقة والخلاف وحب الذات والأنانية تقف دون تحقيق الطموحات الكبيرة في ديار الإسلام.
فهرس الموضوعات
الموضوع |
فن التعامل |
إذن ما هو المفهوم الحق للعبادات؟ |
المخرج من التخلف |
دور المرأة |
العزلة بين الشباب الملتزم وغيره |
منظوركم للتكافل بين المسلمين |
فهرس الموضوعات |